سؤال دائم يحيرني ..
وعلى مفارق الطرق يتركني ..
ولست ادري حقيقة نفسي ..
تكويني ... وسر أحزاني ...
ولا اعلم .. كيف الحزن يصطادني ؟!
ولا اعرف لماذا اضحك او ابكي ؟!
ما عاد الضحك يسليني ..
وما عاد البكاء يسعفني ..
تأخر الطبيب كثيراً ...
فماتت روحي في جسدي ..
تحجرت من قسوة الدنيا
عن الحياة تبعدني ...
تجمدت بقاياها في أطرافي ..
فاصطكت أصابعي ...
رسمت على مقياس رختر ...
ملامح حزن تشبهني ..
درجات فؤاد مكسر ...
تعثر نبضه بأضلعي ..
أطبقت على قلبي أضلعي ..
من ضيق الحياة فاختنق صدري ..
فمات النفس شهيداً .. وماتت أضلعي ..
ومات كل حي ... يسكن في داخلي ..
وبقيت عيناي تنظر .. تراقب من حولي ...
تجمهروا ونعوني .... فبكوا وودعوني ...
والموت علي يبكي .... والحياة تفتقدني ..
وأنا المودع نفسي ... اشتاق لقاء ربي ..
اشتاق ريح الجنة ... وراحة من عذابي ..
لقيتني لا ابكي .... وخيالي يؤنبني ...
نظرت الى الشمس ... فرأيتها على الأرض تمشي ..
والنجم صار كوكب ... والكوكب لا يدري ..
وإذا بالماء ينهض ... كالبحر ويغرقني ..
يبغي إحراق ميت ... هو انا وينفيني ...
لم اعثر على نفْسي ... في غرقي او حرقي ..
لم اعثر على اثر ... لِنَفَسِي ... لرماد من اثري ..
فبقيت روحاً مطلوبة ... لخوار شهيق وزفير ينهيني ...
هربت من الظلمات ... الى النور الى رجعي ...
الى حيث الروح ستنتهي ... وراء برزخ ينهي زماني ..
فتروح السنين عني ... وتمضي الأحقاب من بعدي ..
وأنا مكاني انتظر ... النفخ و قيام روحي ..
مات البشر جميعاً .... وبعثت آلهة من كذب ...
كانت قد ماتت مع العباد ... وكان الموت معهم مات ...
نظرت الى أهوال تفزعني ... ففزعت وفزع الهول معي ..
وتساقطت صحف عليها أعمالنا ... أحصتنا جميعاً ..
بلا نسيان كنسياني ... ونظرت إلى كتابي فوجدت به ...
ما قد نسيته ولم ينساني ... وقرأت حسابي في الميزان على شفق ..
والوجه كاد يسقط من وجهي حياءاً وخجلاً لولا رحمة ربي ...
أني لم أمت بعد ولم يأت يوم حسابي ...
تمنيت الموت كثيرا وتمنيت قتل نفسي ...
من شدة العذاب ... فلولا ان قتلي لنفسي حرام
لاقترفت جريمة قتلي ...
ولولا علمي بما هو آت من حساب لأرحت قلبي ..
ولكن الى عذاب اكبر وهذا ما صدني ...
صبرت كثيراً في حياتي وسأصبر ابتغاء رضى ربي ..
فما بعد الصبر إلا فرج ان لم يكن في الحياة كان في آخرتي