سئمت الحقيقة
لأن الحقيقة شيء ثقيل
فأصبحت أهرب للمستحيل
ظلال النهاية في كل شيء
إذا ما عشقنا نخاف الوداع
إذا ما التقينا نخاف الضياع
إذا فرحنا نخاف النهاية
إذا ما انتهينا نخاف البداية
وما عدت أدرك أصل الحكاية
لأن الحقيقة شيء ثقيل
سئمت الحقيقة
نحب ونشتاق مثل الصغار
ويصحو مع الحب ضوء النهار
ويجعلنا الحب ظلا خفيفاً
وتنبض فينا عروق الحياة
ويبلغ درب الهوى منتهاه
سئمت الحقيقة
شباب يحلق بالامنيات
يباهى به العمر كالمعجزات
ويسقط يوماً كوجه غريب
يطارد عمراً من الذكريات
نريد الأماني فيأبى الزمان
وندرك بين رماد الأماني
بأن الحقيقة شيء ثقيل
سئمت الحقيقة
تشرد قلبي زماناً طويلاً
وتاه به الدرب وسط الظلام
حقيقة عمري خوف طويل
تعلمت في الخوف ألا أنام
عيون ينام عليها السهر
نخاف الحياة
نخاف الممات
نخاف الأمان
نخاف القدر
وأوهم نفسي
بأن النهاية شيء جميل
وأن البقاء من المستحيل
سئمت الحقيقة
ومازلت أعرف أن الحياة
مهما تمادت سراب هزيل
وما زلت أعرف أن الزمان
ومهما تزين قبح جميل
وأعرف أني وإن طال عمري
سأنشد يوماً حكايا الرحيل
يضاف لأيام عمري القليل
ونصبح كالأمس ذكرى
حديث
تراتيل عشق لقلب جريح
وفي الصمت نصبح شيئاً كريهاً
وأشلاء نبضٍ لحلمٍ ذبيح
وتهدأ فينا رياح الأماني
وبين الجوانح قد تستريح
وأوهم نفسي
بأن الزمان قصير
قصير
وأن البقاء محال
محال
تعبت كثيراً من السائلين
ومازال عندي نفس السؤال
لماذا الحقيقة شيء ثقيل
لماذا الهروب من المستحيل
سئمت الحقيقة
لأن الحقيقة شيء ثقيل