الثعلب سبع جبان مستضعف ذو مكر وخديعة، ولكنه لفرط الخبث والخديعة يجري مع كبار السباع ومن حيلته في طلب الرزق أنه يتماوت، وينفخ بطنه ويرفع قوائمه حتى يظن أنه مات، فإذا قرب منه حيوان وثب عليه الثعلب وصاده.. وحيلته هذه لا تفلح مع كلاب الصيد.
ضرب به العرب المثل فقالوا (أدهى وأنتن من سلاح الثعلب)
ومن ظريف ما يحكى عن الثعلب أن البراغيث إذا كثرت في صوفه تناول صوفة منه بفمه ثم يدخل النهر قليلاً فتصعد البراغيث فراراً من الماء ثم تجتمع في الصوفة التي في فيه فيلقيها في الماء ثم يهرب.
ومما يروى من حيل الثعلب ما ذكره الشافعي ورواه الدميري قال: كنا في سفر في أرض اليمن فوضعنا سفرتنا لنتعشى، وحضرت صلاة المغرب فقمنا نصلي، ثم نتعشى فتركنا السفرة كما هي وقمنا إلى الصلاة، وكان في السفرة دجاجتان، فجاء ثعلب فأخذ إحداهما، فلما قضينا الصلاة أسفنا عليها وقلنا حرمنا طعامنا، فبينما نحن كذلك إذ جاء الثعلب وفي فمه شيء كأنه الدجاجة فوضعه فبادرنا إليه لنأخذه ونحن نحسبه الدجاجة قد ردها فلما قمنا جاء إلى الأخرى وأخذها من السفرة، وأصبنا الذي قمنا إليه لنأخذه فإذا هو ليف قد هيّأه مثل الدجاجة.